يقول بعض المؤرخين إن الفيلسوف وعالم الرياضيات اليوناني أرشيتاس الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد تقريبًا هو الذي اخترع البرغي. واستخدمه الإغريق القدماء في أغراض عديدة. المخترع الإغريقي أرخميدس هو الذي طور البرغي وإبتكر لولب لرفع المياه يسمى : برغي أرخميدس
خلال القرن السادس عشر الميلادي،كان صانعو الأسلحة ( البنادق والمسدسات ) يستعملون أداة ذات مقبض خشبي أكبر بقليل من راحة اليد ، في طرفها شفرة معدنية قصيرة وغليظة لضبط آلة السلاح . وكانت آلة السلاح تُثبت على الخشب بواسطة المسامير العادية . وبمرور الوقت ، تبين أن المسمار يلتصق على نحو أفضل بالخشب إذا حفر بشكل حلزوني ، فظهر البرغي . كان البرغي الأول يُدق في الخشب بواسطة مطرقة ، وكان انتزاعه صعباً للغاية . الحل الوحيد كان في حفر خط فوق الجزء الظاهر منه ، ليصبح انتزاعه ممكناً ببرمه في الاتجاه المعاكس بواسطة أداة خاصة - كانت في الواقع أول مفك براغي - صممها الفرنسي فيليبيان سنة 1676م .ظلت البراغي تصنع باليد طوال قرنين من الزمن ، ولذا كانت غالية الثمن ، ولا تستعمل إلا في الأسلحة وبعض الأدوات المميزة في قيمتها .
في 1760 ، تمكن Cullen Whipple ( انجلترا ) من إبتكار أول آلة لصنع البراغي.
في العام 1780م ظهر في لندن أول ( مفك براغي ) يتميز بشفرة طويلة ذات رأس دقيق . وفي العام 1840م طور الأنجليزي نيثلفولد برغي الخشب بإضافة (رأس) مستديرة تبقى خارج الخشب ، وشق هذا (الرأس) بعرض أوسع بقليل من عرض رأس شفرة الأداة . ومنذ ذلك الحين صار المفك لاغنى عنه للصناعة ، أية صناعة .
في العام 1909م إبتكر الكندي Peter Lymburner Robertson البرغي و مفك البراغي المسمى روبرتسون و تحصل على شهادة براءة لإختراعه . و يعتبر هذا البرغي أهم تطور حصل للولب منذ زمن أرخميدس.
في العام 1933م إبتكر الأميريكي Henry F. Phillips البرغي و مفك البراغي المسمى فيليبس و تحصل على شهادة براءة لإختراعه في عام 1936 م . وأصبح هذا البرغي الأكثر إنتشارا و إستخداما في الصناعة اليوم.
وهكذا صار لكل برغي مفكّه الخاص ، وللبراغي المستخدمة في الصناعة أيضاً مفكاتها الخاصة ، وصولاً إلى أكثر أشكالها تطوراً ، وهي المفكات التي تدور بواسطة التيار الكهربائي لغرس هذا البرغي أو انتزاع ذاك ، ولكنها تعود كلها إلى أصل واحد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق