نقص الدعاية وغياب النجوم والاعطال الفنية هي ابرز السلبيات وينبغي تفاديها في الدورات المقبلة
القاهرة – محمد حسن
اسدل الستار على نهاية الدورة الحادية والعشرين لمهرجان القاهرة الدولي لسينما الاطفال , حيث يقام في السادسة مساء حفل الختام بدار الاوبرا المصرية , وذلك بعد اسبوع من الفعاليات شهد عرض 121 فيلما بين وثائقي وروائي وتحريك , وهي افلام تمثل 62 دولة مختلفة ابرزها الولايات المتحدة والصين واليونان (وهي ضيف شرف دورة هذا العام) وكوريا الجنوبية والدنمارك وهولندا والاردن والهند والمانيا وسويسرا وغيرها , كما شهدت دورة هذا العام عقد 17 ندوة عامة ناقشت موضوعات مختلفة جميعها ذات صلة بسينما الاطفال وادب الطفل من بينها ندوة عن التأثير الاخلاقي للرسوم المتحركة على الاطفال وندوة اخرى عن معوقات الانتاج في سينما الاطفال , واخرى عن القيم التربوية في افلام الرسوم المتحركة وندوة عن سينما الاطفال في فلسطين .
وعلى الرغم من المستوى الجيد للأفلام التي تم اختيارها للمشاركة بالمهرجان داخل المسابقة وخارجها , وكذلك المستوى الرفيع لمحاور تلك الندوات , الا ان دورة هذا العام شابها العديد من السلبيات لعل من ابرزها ضعف الاقبال الجماهيري ربما بسبب النقص الحاد في مستوى الدعاية – وهو سلبية ايضا تتحمل وزرها ادارة المهرجان , بالإضافة للعيوب الفنية التي ادت لتعطيل عدد كبير من العروض , وغياب النجوم .
البعض يعزي هذه السلبيات الى ان هذه هي اول دورة ينظمها المركز القومي لثقافة الطفل , وليس لديه الخبرة الكافية للاهتمام ببعض التفاصيل الدقيقة والهامة , وللسبب نفسه التمس النقاد العذر لهم فلم ينتقدون ادارة المهرجان بشكل لاذع وتركوهم يعملون كنوع من التشجيع لهم , خاصة ان المهرجان يقام في ظروف استثنائية خاصة جدا تمر بها البلاد , ولكن رغم كل هذا .. لابد ان يكون للنقد دورا ايجابيا وبناء من اجل تصحيح المسار خلال الدورات المقبلة , وبالتالي يهمنا الان سرد عدد من السلبيات ومناقشتها :
اولا النقص الحاد في مستوى الدعاية ليس له ما يبرره مطلقا , خاصة ان رئيسة المهرجان صرحت بالصحف ان ميزانية المهرجان هذا العام مليون جنيه , بعد تقليصها للنصف حيث كانت العام الماضي 2 مليون جنيه , لكن المليون ليس بقليل , وكان على ادارة المهرجان الاهتمام اكثر بالدعاية حتى يصل المهرجان للاطفال وهم الجمهور المستهدف , وان لم يصل لهم فلا جدوى من اقامة المهرجان من الاساس , وتصبح هذه الاموال بمثابة اهدارا للمال العام .
ثانيا الاعطال الفنية التي تسببت في توقف بعض العروض وتأجيل بعضها لحين الانتهاء من اصلاح تلك الاعطال .. تعتبر مشكلة مزمنة ولا يحتملها الاطفال , ففي مهرجانات الكبار نستطيع الانتظار لحين اصلاح الاعطال , بينما الاطفال لا يحتملون الانتظار نظرا لظروف الحركة بالنسبة لهم فهناك مشرفين تربويين وسيارات تنتظرهم بالعدد لا رجاعهم الى بيوتهم , وبالتالي فلا مجال للأعطال الفنية في مهرجانات الاطفال على وجه التحديد , لكن ما حدث هو تبادل الاتهامات حول تلك الاعطال بين ادارة المهرجان وادارة الاوبرا باعتبارها مكان العروض , فإدارة المهرجان تقول ان اجهزة العرض بها اعطال وان هذه مسئولية ادارة الاوبرا , بينما تؤكد ادارة الاوبرا ان اجهزتها سليمة وان نسخ الافلام معيبة , وهذه مسئولية ادارة المهرجان التي تسلمتها من صناعها دون تجريب , وبين الادارتين تضيع المسئولية وتبقى المشكلة دون حل .
ثالثا مشكلة غياب النجوم يجب ان يتم وضع حل لها فقبل حفل الافتتاح اعلنت ادارة المهرجان عن تكريم 7 شخصيات خلال حفل الافتتاح بينهم 3 نجوم مصريين هم كريم عبد العزيز وهاني رمزي وحنان ترك , بينما لم يحضر منهم سوى واحد فقط هو هاني رمزي وغاب كريم عبد العزيز لظروف تصويره احد الاعمال التليفزيونية خارج مصر وارسل بدلا منه الممثل وائل علاء لاستلام التكريم , كما غابت حنان ترك وارسلت ابنها يوسف لاستلام التكريم , وهنا يلقى اللوم على ادارة المهرجان التي لم تحسن الاختيار , وكان على الفنان الذي سيتغيب ان يقدم اعتذارا صوتيا يبث خلال الحفل تقديرا للجمهور الذي ينتظره , او ان تستبدله ادارة المهرجان بفنان اخر تسمح ظروفه بالحضور , وهذه الامور – رغم بساطتها – فانها تعني الكثير بالنسبة لتقييم المهرجان وتقييم اداء ادارته .
كان في الامكان ايضا اقامة عروض في المدارس للتخفيف على الاطفال , خاصة ان الدعاية قليلة للغاية وبالتالي يجب على المهرجان ان يذهب اليهم لا ينتظر مجيئهم دون دعاية كافية كما حدث , وهذه الفكرة سبق تنفيذها خلال دورة سابقة كانت سهير عبد القادر مسئولة عن ادارة المهرجان في ذلك الوقت , وبالتالي لا توجد أي عوائق قانونية , فلائحة المهرجان تسمح بعرض أي فيلم بالمهرجان عرضين تجاريين , كما ان كل فيلم له نسختين الاولى 35 ملم تعرض في دور العرض لتوافر اجهزة العرض بها , والثانية dvd يمكن عرضها في أي مكان خارجي بما فيها المدارس وبالتالي لا توجد عوائق تقنية لتنفيذ تلك الفكرة .
على أي حال .. ينبغي ان نشيد بأفكار الندوات ومستوى الافلام , وكلاهما يحسب لإدارة المهرجان التي تديره للمرة الاولى , كما ينبغي ايضا التعلم من سلبيات الدورة الحالية لتفاديها خلال الدورات السابقة , فالثقافة السينمائية مهمة جدا لتشكيل وعي ووجدان الاطفال , كما ان ايصالها لهم تعد مهمة جليلة وامانة نتحملها جميعا . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق